اثبات عروبة سيدنا اسماعيل عليه السلام ومن قبله ابراهيم عليهما السلام

هذا مقتطف من كتاب بإسم ( التاريخ الإسلامي ) للكاتب الدكتور شوقي ابو خليل وله عدة مؤلفات اقتبستُ منه هذه الفقرات لأبيّن لكم ( عروبة ) سيدنا ونبينا ابراهيم عليه السلام وبالتالي عروبة اسماعيل عليه السلام ، والكتاب عبارة عن ٣٥٤ صفحة نقلت لكم منه حتى الصفحة السابعة عشر والتي أجدها تحدثت في صميم هذا الموضوع ويستكمل الكاتب كتابه الرائع عن الممالك العربية قبل الإسلام ثم يندرج الى ايام العرب والى معارف العرب ودين العرب الى الوصول الى البعثة النبوية وغيره الكتاب رائع جدًا وانصح بقراءته والآن لنقرأ معًا السطور التي نقلتها لكم لأهميتها بخصوص مسألتنا السابقة ولأي استفسار الرجاء العودة للكتاب وقراءته بصورة كاملة .

( شبه جزيرة العرب قبل الإسلام ) :

– الأعصر التاريخية :

درج المؤرخون الغربيون على تقسيم العصور التاريخية إلى ثلاثة أقسام وهي :-

١)- الأعصر القديمة : وتبدأ منذ اختراع الكتابة عام ٣٢٠٠ ق.م وحتى سقوط روما سنة ٤٧٦م على أيدي البرابرة .

٢)- الأعصر الوسطى : وتبدأ من سقوط روما وتنتهي بسقوط القسطنطينية سنة ١٤٥٣م بيد محمد الثاني ( الفاتح ) سابع سلاطين الدولة العثمانية .

٣)- الأعصر الحديثة : وتبدأ سنة ١٤٥٣م بسقوط القسطنطينية وهي مستمرة حتى يومنت هذا ، وضمن هذه الأعصر بدأ التاريخ الحديث بسقوط الباستيل في ١٤ تموز عام ١٧٨٩م.

– إعادة النظر في تقسيم الأعصر التاريخية:

١- تنتهي الأعصر القديمة ( الجاهلية ) بظهور الإسلام و ( الهجرة ) هي الحدث البارز في تاريخ الإسلام ومسيرة إنتصاراته والتي وافقت ٢٠ تموز ٦٢٢ ميلادية.

٢- تبدأ الأعصر الوسطى بالهجرة ( ٦٢٢م) لأن الهجرة أبرز من سقوط روما في أيدي البرابرة سنة ٤٧٦م ، وأشد أثرًا في الحضارة الإنسانية.

سقوط روما واقعة محلية أو أوروبية على الأكثر بينما ظهور الإسلام وإنتشاره كان ذا نتائج حضارية عامة بعيدة الأثر في آسيا و أفريقيا وأوروبا معًا .

سقوط روما قضى على حضارة شائخة كانت في طريق الزوال ولقد كان بالإمكان أن تسقط بكل حدث آخر ، يدلنا على ذلك أن ضعف الإمبراطورية الرومانية بدأ منذ أواسط القرن الأول للميلاد ، فسقوط روما كان متوقعًا ولم يكن دخول الجرمان ( البرابرة ) إليها هو السبب في سقوطها ، ولكن ضعفها المتوالي في خلال أربعة قرون كاملة ، هو الذي جرَّأَ الجرمان على دخولها ، وبعد سقوط روما غاصت أوروبا – أو العالم المسيحي في أوروبا على الأصح – في ظلام دامس قرونًا كثيرة ، ثم أخذت تسترد أنفاسها بما عرفته من علوم الحضارة العربية الإسلامية .

– أما الإسلام ( دين التوحيد ) الخالص فهو حضارة جديدة لم يترك بفتوحاته آسيا في وثنيتها ولا أوروبا البيزنطية في أساطيرها ولا أفريقيا في غفوتها وعزلتها ، مثلما فعل سقوط روما بأوروبا بل نقل هذه القارات الثلاث إلى حضارة إنسانية جديدة ، فتيّة قوية في العقيدة والسياسة والثقافة…

٣- وتبدأ الأعصر الحديثة بفتح القسطنطينية سنة ١٤٥٣م .

( ثُم يذكر الكاتب بعد ذلك وصفًا لشبه جزيرة العرب من مواقع الجبال والتضاريس والمناخ لكل منطقة )

– ( العرب ) :

العرب جيل من الناس لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام والفصاحة في النطق والذلاقة في اللسان ولذلك سُمّوا بهذا الإسم فإنه مشتق من الإبانه لقولهم أعرب الرجل عما في ضميره ، إذا أبان عنه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ( الثّيبُ تُعرِب عن نفسها ) والبيان سمتهم بين الأمم .

والعرب أهل الأمصار والنسبة إلى العرب ( عربي ) أما الأعراب فهم سُكان البادية ( بادية العرب الأعراب ) وفي العُرف يُطلق لفظ العرب على الجميع .

أرجع المؤرخون العرب إلى قسمين عظيمين :

١- العرب الباقية: وأرجعهم المؤرخون ((( خطأً ))) إلى فرعين رئيسيين هما :

أ – العرب العاربة : وهم القحطانيون وموطنهم الأصلي بلاد اليمن ومن أشهر قبائلهم جرهم ويعرب ومن يعرب تشعبت القبائل والبطون الى فرعين كبيرين هما : كهلان وحُمْيَر وأشهر بطون كهلان : الأزد ومنهم الأوس والخزرج واولاد جفنه ( الغساسنة ) ، وطئ ومزحج والنخع وعنس وهمدان وكندة ولخم .

واشهر بطون حِمْير : قضاعه ومن فروع قضاعه : بلىٰ وجهينه وكلب وبهراء .

ب – العرب المستعربة : وهم العدنانيون ، قال بعض المؤرخون : سُمّوا بذلك لأن اسماعيل كان يتكلم السريانية أو العبرية فلما نزلت جرهم ( من القحطانية ) بمكة ، وسكنوا معه ومع أمه تزوج منهم وتعلم هو وأبناءه العربية . فسُمّوا بذلك ( العرب المستعربه ) وهم جمهور العرب من البدو والحضر الذين يسكنون أواسط شبه جزيرة العرب ، وبلاد الحجاز إلى بادية الشام حيث خالطتهم أخيرًا في مساكنهم عرب اليمن بعد انهيار سد مأرب .

ومن أولاد عدنان : معد ومنه تناسل عقب عدنان كلهم ، وكان لمُعد أربعة أولاد : إياد ونزار وقنص وأنمار ومن نزار البطنان العظيمان : ربيعة ومضر .

نزلت ربيعة ( من بلاد نجد إلى الغور من تهامة ) وانتشر بنو مضر في الحجاز ، وكثروا كثرة عظيمة ، فغلبوا على كثير من المواضع في نجد وغيرها وانتهت إليهم رئاسة الحرم بمكة المكرمة .

وتشعبت مضر إلى شعبتين : قيس عيلان وإلياس ومن قبائل قيس عيلان : هوازن وسُليم وثقيف وكان لإلياس ثلاثة أولاد تفرّعت منهم بطون كثيرة منها : أسلم وخزاعة ومُزَينة وتميم وخزيمة والعون وأسد وكنانة ومن كنانة : النضر ومن النضر : مالك ومن مالك : فِهْم وهو ( قريش ) .

(((( الآن نأتي للمهم ))))

( العرب المستعربة ): – أسطورة – ذكرها بعض المؤرخين فدرجت ، مع أن عصر إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام ، عصر عربي قائم بذاته ليس له أية صلة بُسُريان أو يهود ، ويميّز الآن علميًا بين قوم إبراهيم وقوم يعقوب ( إسرائيل ) وقوم موسى ، واليهود ، والعبرانيين .

– ونظرًا لأهمية هذا الأمر نذكر الآتي :

إن مُصطلح ( العبري ) أو ( العبراني ) كان يُطلب في نحو الألف الثانية قبل الميلاد ، وفيما قبل ذلك على طائفة من القبائل العربية في شمال جزيرة العرب في بادية الشام وعلى غيرهم من الأقوان العربية في المنطقة ، حتى صارت كلمة ( عبري ) مُرادفة لإبن الصحراء أو البادية بوجه عام ، وبهذا المعنى وردت كلمة ( الإبري ) أو ( الهبيري ) أو ( الخبيرو ) أو ( العبيرو ) في المصادر المسمارية والفرعونية ، ولم يكن للإسرائيليين والموسويين واليهود أي وجود بعد .

ومصطلح عبري أو عبراني لم يرد في القرآن الكريم مُطلقًا وإنما ورد فيه ذكر الإسرائليين وقوم موسى ويهود ( الذين هادوا ) أما كلمة عبري للدلالة على اليهود ، فقد استعملها الخاخامون بهذا المعنى في وقت متأخر في فلسطين .

وظهرت الاكتشافات الأخيرة أن كلمة ( اسرائيل ) كانت إسمًا لموضع في فلسطين ، وهي تسمية كنعانية ، وبهذا المعنى وردت في الكتابات الفرعونية التي ترجع إلى ماقبل عصر موسى ، كما أن أسماء إبرام ( إبراهيم ) ويعقوب ويوسف وردت في الكتابات الفرعونية وهي تعود إلى ما قبل عصر موسى ، مما يدل على أنها كنعانية أيضًا .

ومن الجدير ذكره في هذا الصدد أن فلسطين كانت أرض غُربة بالنسبة إلى إبراهيم وولده إسحاق ، وحفيده يعقوب ( إسرائيل ) وذلك بتأكيد التوراة ذاتها ، لأنهم كانوا مُغتربين بين الكنعانيين سُكان فلسطين الأصليين ، وبخاصة بني إسرائيل الذين وُلِدوا جميعهم في ( حرّان ) ونشأوا فيها وانتهى الدور بعد أن هاجرت أسرة يعقوب إلى مصر ، وانضمت إلى يوسف واندمجت في البيئة المصرية وذابت فيها .

وهكذا …. إن مصطلح ( إسرائيل ) المقصود به يعقوب حفيد إبراهيم وابناءه ودورهم محصور في منطقة ( حرّان ) حيث موطنهم الأصلي الذي ولدوا فيه ونشأوا فيه ، أما فلسطين فهي أرض غربتهم ، وقد وجدوا في القرن السابع عشر قبل الميلاد وهو عصر إبراهيم ذاته ، وكانت اللغة في هذه المنطقة في ذلك العصر لغة واحدة ( اللغة الأم ) التي كان يتكلم بها أبناء الجزيرة العربية قبل هجرتهم إلى الهلال الخصيب ، أي قبل أن تتفرق هذه اللغة إلى اللهجات المختلفة كالكنعانية والأرامية والعمورية …. وهكذا كانت لغة العشائر الأرامية التي كان ينتمي إليها إبراهيم هي اللغة ذاتها التي كان يتكلم بها الكنعانيون والعموريون في فلسطين وهي قريبة جدًا من اللغة الأم .

أما ( قوم موسى ) فهم من الجنود الفارين – على أرجح الاحتمالات – تصحبهم جماعة كبيرة من بقايا الهكسوس في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وهؤلاء كانوا يدينون بدين التوحيد الخالص وهو غير دين اليهود الذي يدعو إلى عبادة الإله ( يهوه ) الخاص بهم . بوصفهم الشعب المختار.

وتعاليم موسى وشريعته كُتبت بالهيروغليفية ولم يُعثر على أي أثر لها ، ثم أخذ هؤلاء الموسويون بلغة كنعان وثقافتها وتقاليدها منحرفين عن تعاليم موسى وشريعته وهؤلاء هم الطين عُرِفوا فيما بعد باليهود .

( يهود ) : تسمية أُطلقت على بقايا جماعة يهوذا الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل عام ٥٨٦م وقد سمّوا كذلك نسبة إلى مملكة يهوذا المنقرضة واقتبس هؤلاء قُبيل السّبي لهجتهم المقتبسه من الأرامية ، وبها دوّنوا التوراة التي بين أيدينا في الأُسر في بابل ، أي بعد زمن موسى بثمان مئة سنة ، لذلك صارت تُعرف هذه اللهجة ( بآرامية التوراة ) وقد استعملوا الحرف المسمّى بالربع ، وهو مقتبس من الخط الآرامي القديم ، وهذه بلا شك غيّر الشريعة التي أُنزلت على موسى ، ويمكن أن نطلب عليها اسم ( توراة اليهود ) لنميزها عن ( توراة موسى ) .

وكان هؤلاء اليهود عندما دوّنوا التوراة قد استهدفوا تحقيق غرضين رئيسيين :

١- أولهما: تمجيد تاريخهم ، وجعل أنفسهم صفوة الشعوب البشرية ( الشعب المختار ) الذي اصطفاه الرب من دون بقية الشعوب ، ولتحقيق ذلك كان لابد من إرجاع أصلهم إلى أقدس شخصية قديمة ، أي شخصية إبراهيم الذي كان صيته قد عمّ جميع أرجاء العالم في تلك الأزمان ، فسردوا تاريخهم ودوّنوه حسب أهوائهم بمهارة ، وأضفوا عليه صبغة دينية ليضمنوا تقبّله من أتباعهم ، وهكذا أرجعوا تاريخهم إلى إبراهيم ، على الرغم من كوننم ظهروا بعد إسرائيل بزهاء ست مئة سنة .

٢- أما ثانيهما: فهو جعل فلسطين وطنهم الأصلي ، على الرغم من تأكيد التوراك ذاتها على أن فلسطين هي أرض غُربة بالنسبة لإبراهيم واسخاق ويعقوب وأبناءه الذين ولدوا في حرّان ونشأوا فيها.

فإبراهيم وابنه اسماعيل ينتميان إلى القبائل الآرامية العربية وهي تعود إلى ماقبل وجود الإسرائليين والموسويين واليهود بعده بقرون ، فعصر ابراهيم هو عصر ( عربي ) قائم بذاته ليست له صلة بعصر اليهود وقد نبه القرآن الكريم إلى هذه الناحية قال تعالى { يا أهل الكتاب لِم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده . أفلا تعقلون . ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم . فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مُسلما وما كان من المُشركين ) صدق الله العظيم.

اتمنى ان يكون ما جلستُ انقله لكم من بعد الفطور وحتى الآن ذو نفعٍ لكم وإجابة لسؤالكم السابق ذكره وعلى من يرغب بمزيد من المعلومات اتمنى الرجوع الى الكتاب الذي ذكرت اسمه في بداية هذه المقالة وشكرا لكم . كوين

ولتحميل الكتاب كاملا اضغط هنا

أضف تعليق